أحبك...بقلم أ. عبادة محي الدين

 أحبك


على شاطئ عينيك

وقفت كثيرا

والشمس تحرق وجهي


يغرقني عرقي


لعلني أصطاد....

حرفا من حروف اسمك يشير إلى إسمي


كنت أنتظر الليل

تحثه خطوات النهار 

مسرعا أن يأتي 


حتى أغرق فيك 

وأراني بين ذراعيك 

مملوء بك نهر هو حلمي


شاغبني حبك وشاغبته

وحين كنت  ألقاك

أراني ساجدا في محراب الصمت


أنت امرأة

لست كباقي النساء

عسجدا قاسيا من الياقوت و الدرر


شحذت قواي

توشحت بكبرياء الفرسان

أعلنت العصيان

لأهرب منك

وبدل الفر

رأيتني في ساحة هواك في حالة كر


أنا إن غبت عنك جسدا

فمملوء بك قلبي


وفي سماك

ستظل تحلق روحي


أحبك


عبادة محي الدين

أيها الصياد...بقلم أ. غنيات نعيمة

 ....أيها الصياد.....

جلست على شاطئ

البحر

وإذ بغريق ينادي إني

في خطر

فمددت يد العون

دون أن أفكر

وإذا هو بصياد ماكر

سحبني إليه دون

أن أشعر

و ما هي إلا لحظات

وقعت فريسة

في شباكه أحتضر

أتخبط و لا استطيع

أن أفر

طلبت الرحمة منه

و هو مني يسخر

و جعل منى لقمة شهية

لمن فاز و انتصر

وقال أنت أجمل هدية

بعثها القدر

و قال لي أيتها الغافلة

أنا صياد متجبر

و عقلي متحجر

و أبي سمسار ماهر

و جدي تاجر

و لا أهتم لمشاعر البشر

لأن المشاعر  قصيدة يتغنى 

 بها كل شاعر 

و لا تصلح في هذا الزمن 

الغادر

فأنت قدمت الخير

و كان جزاؤك الشر

و للأسف أنا صياد

و أنت فريسة حلوة

كالعسل

 إنه قانون الغاب

و لا يحمي كل مغفل 

اختر أن تكون

صيادا او مصطادا

وأنا اخترت أن تكوني

أنت الضحية

و أنا الجلاد

غنيات نعيمة- الجزائر-

هاتف نفسك...بقلم أ. لمى صاري

 #هاتف_نفسك  


اتصل بذاتك كلما ضاقت بك السبل علك تجد وسيلة توصلك لطريق خلاصك بعد كدر حطم كل عزيمة تملؤك ..

دعه يرن طويلا وتجاهله كثيرا لحين وصولك في تعدادك لرقم تحفيزك وبعدها ابدأ سلسلة تساؤلاتك : 


' السلام عليكم .. من معي ؟! 


" لا علم لي !!


' أهلا أهلا يا من أنهكتك تحليلاتك !! 


" كم أنا مسكين 


' لا .. بل كم أنت واسع الأفق في منافساتك علام انطوائك في عقر تركيباتك ؟! 


" لأنني غريب والغريب ضائع بلا طريق  


' ماذا .. أما زلت على حالك تستصعب تحطيم أقفالك والهروب من سردابك ؟! 


" آه كم أنا تافه ضعيف 


' لا لا لا ... هذا وبكل جدارة قمة غبائك !!

ما بال حالك معدومة الإرادة في رسم خيالك ؟! 


" دلني أين السبيل فأنا تائه في دوامة استعجالك ؟!


'حسنا سأدلك دون دوافع ولا تدقيق 

كل ما عليك فعله الطيران نحو سرب التحليق كي ترنو إلى ما هو مفيد وما دون ذلك فستبقى سجين التمحيص تتخبط وسط تراب التحديث ولن تنال مما أنت فيه من وضع رتيب سوى غبار التعتيم فهل وصلك وصف الحديث ؟! 


" وإن لم يصلني .. سأظل أحاول ولن أهزم رغم كثرة العراقيل .


#لمى_صاري

حارتي...بقلم د. محفوظ فرج

 حارتي 


قبلَ أنْ يقذفَ المدُّ ساريتي

وتنازعُني الشمسُ

نحوَ الغروب

بودي أغذُّ المسيرَ  

إلى حارتي 

أمرُّ على الأهل كلِّهمُ الأهلُ 

 من فمِ السورِ

 أصعدُ حتى انعطافةِ 

قلبي 

أصعدُ أيضاً

وأسجدُ لله شكراً 

على عودتي

لثرى حارتي

من سألقى ؟

تُرى من يَهِشُّ يَبِشُّ 

على وقع أقدامي المتعبات 

وَمِنْ في انتظاري بقرب العمود

سألقى هنالك 

( عكة ، هاني ، وخالد 

 مرعي ، محمود ، يوسف ، برهم 

الناجِيَيْن، الرشيدَيْن، واليونسَيْن

وأحمد هادي

ربيع الذي طالما

كانَ حدَّثَني عن الشعراء)

أقولُ لهم : 

أيها الطيِّبونَ

ويا أيها الراحلون

لقد عادَ يزهو صبانا

تِلْكَ رائحةُ الخُبْزِ عابقةٌ 

في دخان تنانيرِ خالاتِنا 

الأمّهات

وها هوَ بيّاعُ فرفوري فافون

يصدحُ وسطَ المَحلَّة 

تلكَ نخلتُنا 

تتراقصُ سعفاتُها 

طرباً 

حينَ أخْبرَها موجُ أنسامِ دجلةَ

 عَنّا

اسمعوا : تلكَ أعتابُ أبوابِنا

تَتَبسَّمُ قائلةً أين كنتم ؟

لم تصَدِّقْ !

وأشجارُنا في الديارِ 

قد احتفلتْ

بعصافيرِها

لم تُصَدِّقْ بعَوْدَتِنا !


ولكنَّني سَأُصَدِّق


د. محفوظ فرج

أنا لا أريد...بقلم أ. رشاد مانع

 أنا لا أريـد ســواك بشر

           ومن دونك ليس لي من قمر

أعيش حياتي كأن الدجى

              أراد بي  الليل وعيشٌ أمر

  فأنتِ الحياة بألوانها

              وأنتِ لـعَمرِك عُمري الجلل

سأكتب عنك بحبر فؤادي

             وأعزف ترانيم حزني الأمر

فمن دونك لن أعيش بوادٍ

               ومن دونك نور عيني أفل

سأهجر من دونك عالمي

                   وأنشـر أشرعتي للـقدر

لعل الرياح تسُـوق إليك

                    قـوارب حبي لك ياقمر

.........

                                          رشاد مانع

المتعب...بقلم أ. أمير الحرف

 .

                   المُتعَبُ


صرخت  حروفي

                تئن  شوق  لقاء

                                 حب  متعب

هل  أنا  في  فاجعة 

                    أم  أنك  كنت

                           لي  أنت  السبب

هل  تهوين قتلي

                   حباً  و  ذاك

                                 هو  المطلب

أم  توقدين نيران

                 اشتياقي  كي 

                                تنالين المأرب

أوتدرين  أني  وهبتك

         روحي  فلن  يصعب 

                         بعدها  أي  مطلب

بنيّت  محراباً  أتعبد

         فيه  و أقمت  قداساً 

              لعلّني على  صدرك  أصلب

عزائي  بُعدك  

           عني  و الجفى  لعل 

                         اللقاء  بات  أقرب

عشق لم  يرو عنه

               قيس  ولا  عرفه 

                   حتى  هوس  الأحدب

هلمي  بلقاء  تختلج  به

       الأضلع  توقدين  نيران 

                 حبك كما  يوقد الحطب

صمتك  يغتالني 

        أم  أنك  في  عذابي و

                  شقائي  روحك  تطرب

أستميحك  عذراً 

       فقد  بت  على  مذبح

                عشقك  القربان  المتعب


بقلمي أمير الحرف 

.

عطر العشم...بقلم أ. عثمان الحاج بابكر

 عطر العشم

       ****************

كان الجو دعاشي  . يبدو ان الامطار قد هطلت في مكان قريب من موقعي . اجلس علي كرسي من الخيزران . اتأرجح به . انه هزاز  . في يدي اليسرا الجوال .  انتقل عبر (النت ) حول العالم . إراسل كثير من الأصدقاء . استمتع مع كثير من الأحباب . هدوء قريب حولي . سكون الليل وانا اجلس قبالة النافذة التي من خلالها أطالع خارج الصالة التي تحتضنني . عتمة قريبة في الخارج . لا أري شي . اسمع صوت صفارة هواء ااتية  . يحمل هذا الهواء النسائم الدعاشية . هواء بارد . ينساب . اسمع صوت وشوشة كأنها تخترق (رقراق ) الباب . هرولت في اتجاه الباب . حاولت انظر عبر . (الرقراق ) علي ارى شيئا  . او  اعرف من  اين تأتي هذه الوشوشة . لم أحاول فتح الباب . لا أدري لماذا انا متردد في فتحه ؟؟؟ .  يا الله . اافتح الباب ام . ام ماذا ؟؟ جلست علي الكرسي اطالع تلك العتمة من خلال النافذة . الجو الجميل يسوقني الي أحلام وردية . أمامي دفتر ورقي ، تناولته ، تناولت القلم . في محاولة للكتابة . أكتب امزق . ابعثر . وكل اشيائي مبعثرة . 

اشتد الوشواش . تجولت في الصالة . انظر الي الباب وكأنه يهتز . الوشواش يحاول فتحه  لا لا . انه يحاول أن يفتحه . لماذا يحاول الباب أن ينفتح ؟؟ سؤال حائر . الوشواش يرتفع صوته وقوته تزداد . انه سيكسر الباب . ما العمل . ماذا أفعل ؟؟؟؟ أفتح الباب ؟! ماذا سيحمل الوشواش لي .؟؟!  الآن ليس في جعبتي شي . وقلبي له زمنا قد جمد احاسيسه وانا لا اترقب شئ . ااااااه . أفتح الباب حتي لا تكون متهما بالخوف . (الوحدة تملاء القلب خوفا ) . افتح واستقبل هذا الوشواش . افتح . افتح . توكلت علي الله . يدي . يدي ترتجف وانا امسك وكرة الباب . لا  لا لن افتح . ( ياربي ماذا افعل) افتح . افتح . 

 أغمضت عينيا . ضغطت علي الوكرة . ففففتحت . فتحت  . أحسست الوشواش يدخل نسيما عطرا . فتحت عينيا  . نظرت . نظرة دهشة .  ها انها المفاجئة . المفاجئة .  انه طيفك . طييييفك . يزورني . يزورني . والخريف الربيعي تتفتح أزاهره . والنسائم تحمل الشذى معه . اني فتحت نافذة العشم لاتنسم العطر الازاهيري النسائمي . النسائم التي حفة طيفك . وهي تأتي من كل الاتجاهات . 

في هذا الخريف الربيعي . فلنغلب  الصفحة ولنتنسم عطر العشم .  لنزفر مر الالم .

              دقنه

             -------ااااااا

     عثمان الحاج بابكر

أرى شيبي شعارا للوقار ..بقلم الشاعر القدير كمال الدين حسن القاضي

 أرى شيبي شعاراً للوقارِ

وليسً الزهرُ في لونِ الكبارِ


ففي عهدِ الأناقةِ حسنُ وجهٍ

كزهرِ الحسنِ في ثوبِ النضارِ


فكمْ كان اللباسُ لنا جميلاً

إذا جئنا إلى خودِ الجواري


بعهدٍ للشبابِ وطيبِ زهرٍ

وأيامِ السعادةِ بالديارِ


ومرَّ العمرُ فى ليلٍ وشمسٍ

وصارَ الوجهُ في لونِ الغبارِ


تجاعيدُ الزمانِ دليلُ شيبٍ

وعظمُ الجسمِ في وهنٍ ونارِ


زمانُ الشيبِ أمطرني عناءً

وصارَ الحظُّ في وزنِ القفارِ


ودنيا الكهلُ بؤسٌ ثم يأسُ

كأن النفسَ في وسطِ البراري


فلا مالٌ يطيبُ إلى فؤادي

ولا ماءُ الخمورِ مع العقارِ


بقلم كمال الدين حسين القاضي 

البلد مصر

سمعني نبضك...بقلم أ العامرية بلقيس

 سَمّعْنِي نَبْضَك ..

وَ انْسُجْ بِقَلَمِي أَشْرِعَةَ قَلْبِي

المُتَهَالِكِ فِي غِيَابِك ،

فَقَدْ أَعْدَدْتُ سَفِينَتِي لتُبحِر إِلَيْك

رِحْلَة إِلَى الْمَجْهُول ،

أَنَا وَ بَعْضُ أَشْلاَئِي فِي حَقِيبَةِ

السَّفَرِ وَ خَارِطَة دُونَ عُنْوَان .

سَمِّعْنِي نَبْضَك ..

فَمِرْسَاةُ حُلمِي رُفِعَت ،

تَسْتَقْبِل مَوْجَات الحَنِين 

كَأَنَّمَا تُرَاقِصُ تِيَّار أَشْوَاقِي إِلَيْك 

لَتَحْمِلني بَعِيدًا عَنْ جُزُرِ الأَمَانِي

بَعِيدًا عَنْ تِلاَلِ الحُرُوفِ ،

وَ مَتَاعِبِ الغِيَابِ وَ دُمُوعِ الأَلَمْ .

سَمِّعْنِي نَبْضَك ..

فَحِبْرِي تَاهَ بَيْنَ طَيَّاتِ الوَرَق ،

غَفَا الحُبُّ .. اخْتَنَقَتْ المَعَانِي 

تَوَقَّفَ النَّبْضُ لِبُرْهَة ،

إِنَّهَا دَوَّامَة العِشْق ،

رَسَتْ قَصَائِدِي فِي أَحْضَانِ الفَجْرِ

وَ نِمْتُ كَطِفْلَةٍ صَغِيرَة عَلَى صَدْرِ الأَمَل . 

_____________ 🍂 نِسْمَة حُب 🍂 ____________

                          العامرية بلقيس

سكون الليل...بقلم أ. احمد عبده عجاج

 سكون اليل......


استدلني الليل بكب لموجع 

واستضرم النار ووجفة عيوني


إذ صورته بكف الليل تنادي 

اتلها البدر واستظل سكوني


ذرفت دمع العيون في صمت

واكبت في جوفي شجوني


مكبلا بغل  احلامي في المنام

وفي صحوتي تراودني ظنوني


فأهرب الى النسيان لعلني انساك

لكن قلبي على ساحلك يطفوني


أحمد عبده عجاج

قراءة نقدية للأديبة / د. عتيقة هاشمي / بقصيدة للشاعر : عبد العزيز بحفيظ بعنوان (نيرون وغواية أنين)

 •عنوان القصيدة: (نيرون وغواية أنين)

•التجنيس: قصيدة نثر حداثية 🎶
•الشاعر : عبد العزيز بحفيظ 🇲🇦✍
•قراءة: د. عتيقة هاشمي- المغرب 🖊📚
________________
القصيدة:📖🖊
على مَدار السّاعة، العقاربُ
تنْخرُ بؤبؤَ حيْرتي،
تُزيلُ ما تبقّى من سُؤالِ
يُتمٍ قديمٍ،
بسماتٍ باهتةٍ
جوعٍ عاتمٍ.
لاَ الشمسُ باركتْ تعاسةَ
طفلٍ يصارعُ
غوايةِ أنينٍ.
رياحُ غُبنٍ عصَرتْ
ثديَ ثكلى بحنظلِ
كي تجوعَ القصيدةُ
تموتَ الوردةُ على هَديلِ
مزهرياتٍ،
نشُمّ قهْراً عطْرَ موْتٍ
ننتظرُ غُودُو
نُسائلُ أوزيريس عنْ نبتةِ خلْدٍ،
عنْ ولادةٍ بلا حدودٍ.
سيزيفُ على جبينِ وقتي
الضّائعِ، يَكتبُ وصِيّتَه لنَيْرُونَ
عسَى يترك حليبَ رُضّعٍ،
كرّاساتِ أطفالٍ
أوراقَ قصيدةٍ.
تَعُمُّ دواخلَنا براكينُ
انفجارٍ، لنْ يُطْفِئَهَا قارونُ
ولانيْرونُ.
سفينةُ نوح نحنُ،
نَشدُّ على بطوننا وَجَعَ
الحجارهْ،
مخاضَ العبارهْ
حتّى لنْ يَنسلٌ أبدًا قُنفذٌ
لمغارهْ.
___________________________
•مدخل:
إن العملية الابداعية لا تتم بمعزل عن الواقع. وإذا كانت طبيعة الواقع الذي صار يعيشه العالم العربي منذ منتصف القرن الماضي طغت عليه الصورائية التي فرضتها طبيعة التحولات الحداثية، فإن الأدب عموما، والشعر خصوصا قد تأثر بتلك التراكمات المعرفية، والخصائص الفيزيولوجية للذات الإنسانية، التي تؤكد أنها أكثر قابلية، وسرعة لتقبل التحولات الميكانيزمية للعمل الإبداعي، وبذلك سعى الأديب إلى المزج بين الوظائف اللغوية والوظائف الجمالية الاخبارية التي تؤديها الدلالات المضمونية للأعمال الإبداعية. من هذا المنطلق سنثير قضية أدبية شكلت مخاضا حقيقيا للتحول الذي عرفه الشعر والنثر والتفاعل بينهما لينتجا لنا شكلا جديدا اصطلح عليه بقصيدة النثر. هذه القصيدة التي عطلت أحد أهم مقوماتها في التعبير الشفهي وهو الأوزان غير أنها احتفظت بالإمكانات التعبيرية التخيلية والرمزية وكذا الإيقاع انطلاقاً من المستوى الصوتي، والصرفي، والتركيبي، والدلالي. هذا الأخير أعم وأشمل من الأوزان التي تنحصر في التفاعيل العروضية الخليلية. مما يدفعنا إلى طرح إشكال حول مدى تمثل القصيدتين موضوع دراستنا (نيرون وغواية أنين) للشاعر عبد العزيز بحفيظ، و (صمود) للشاعر عبد الرحمان بوطيب لقصيدة النثر الحداثية؟ وما الذي يجعلنا على يقين أننا أمام قصيدتين نثريتين حداثيتين؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في عرضنا المتواضع هذا .
•قراءة في العنوان والمضامين:
من خلال الملاحظة البصرية لبناء القصيدة، وفضائها الشعري، تبدو فنا مختلفا عن التمثلات السائدة التي راكمناها كقراء حول الشعر العربي، وهو ما يساعدنا في استخلاص دلالات نفسية وفكرية متفردة تؤدي إلى التمايز بين شاعر وآخر بعيدا عن التأثر بالوزن من جهة، كما يضعنا في مواجهة صريحة بين الشعر والنثر، واستحضار التحولات الكبرى على مستوى الكتابة، لنتساءل ما الدافع الذي جعل الشاعر بحفيظ يجنح إلى قصيدة النثر؟، هل هو قدرتها على استنطاق الواقع الإنساني الاجتماعي في تشظيه؟ أم أن الأمر مرتبط بالرغبة في كسر أفق الصور البلاغية، وتجاوز نظام التفعيلة، والتحرر من سلطتها أفقيا، والاندماج عبرها في رؤيا كونية تستحضر عبر باقي التقنيات الشعرية ذات الشاعر؟
(نيرون وغواية أنين) عنوان القصيدة، هو أولى العتبات التي تستوقفنا، ولعله مدخل مثير لشهية البحث في مغاليقه، هو عنوان يستضمر تركيبيا مقولة لسنية، مكونة من مبتدأ وأداة عطف ومعطوف عليه، ليظل الخبر رهينا بمحتوى القصيدة، وما حملته أسطرها. اما دلاليا فيحيل على ثنائية ضدية، بين شبح نيرون الرمز، وبين ما قد يصنعه الأنين في تحوله عن الألم، إن توظيف الشاعر لكلمة (نيرون) التي ترمز تاريخيا إلى الإمبراطور الروماني وإلى الدمار النفسي، الذي خلفه، يقول:( على مَدار السّاعة، العقاربُ تنْخرُ بؤبؤَ حيْرتي، تُزيلُ ما تبقّى من سُؤالِ يُتمٍ قديمٍ؟ )، يجعله يشخصن عمق المعاناة النفسية التي يعيشها، هذه المعاناة مرتبطة بالزمن الرتيب، وانحرافه إلى الأنين حيث يقَلِّب رفوف الذاكرة في ديمومة مستمرة وقابعة في أعماقه، وكأنه يعيش فراغا روحيا، حيث يغيب معه الشعور بما يحيط به ،فينحرف الأنين إلى الانتشاء، ويلقي به في جب عتمة السؤال عن الحياة، وعن النبض وعن القصيد. (نيرون) عنوان الدمار الإنساني والفكري، حيث الكل يكابد، يصارع، يحاصره الموت من كل جانب، الطفل الرضيع، والثكلى والورد، حتى الكلمة / القصيدة تصبح عاجزة/جائعة على احتواء المعنى، والمعاناة، يقول: (رياحُ غُبنٍ عصَرتْ ثديَ ثكلى بحنظلِ كي تجوعَ القصيدةُ)، تتضافر الطبيعة في تعميق حالة اليأس، والألم هاته، (لاَ الشمسُ باركتْ تعاسةَ/تموت الوردةُ على هَديلِ مزهرياتٍ) . هذا المخاض العسير يشرع الأفق أمام الانتظار، عله يكون الأمل في الخلاص عبر استدعاء (غودو) الشخصية الوهمية، عبثا ينتظر الشاعر، لأن الذي ينتظره لا هيئة له بل لا وجود، وما زال يسائل إله البعث والحساب أوزيريس عن الخلود، عن التحول إلى الحياة لكن العذابات باقية، وسيزيف في صعود ونزول من وإلى أعلى القمة، فيتجدد الألم بل يكبر متيحا لنيرون الجلاد مرة أخرى، وقارون العظيم المفتاح فيأتي على القريض، يثور الجمع والشاعر فيكون الطوفان وتكون سفينة نوح مركب النجاة، فتولد قصيدة نثر من رحم الوجع.
•الأسطورة:
تبدو الأسطورة من الوسائل الفنية التي استعملها الشعراء الحداثيون في قصيدة النثر للإيحاء بدل المباشرة، ولعل الشاعر بحفيظ في قصيدة (نيرون وغواية أنين)، قد استكمل بها ما عجزت الكلمة عن التصريح به، حيث نلفيه تجاوز إلى المعنى الداخلي، وقد كان سبيله في ذلك اللغة التي تحول عبرها من الواقعى إلى اللاواقعي، وكأنه استحدث لغة جديدة مشحونة بدلالات فكرية أعمق. إن توظيفه للأسطورة عبر أسطر القصيدة يجعلنا نستوعب المستوى الدلالي الثاني الذي يساهم في تقديم صور حسية تجريدية ارتقت بالمعنى. وأكاد أجزم أن الشاعر أقحمها في القصيدة عن وعي بمدى قدرته على خلق علاقات جديدة مرتبطة برؤيته كذات شاعرة، معتمدا في ذلك على التراث الإنساني العالمي والإسلامي، والثقافة اليونانية القديمة، حيث استحضر شخصيات أسطورية وأخرى تاريخية، وقصصا من التراث الإسلامي ( نيرون/ غودو/ سيزيف/ أوزيريس/ قارون/ نبتة الخلد/ سفينة نوح...)، وأخضعها لتجربته الشعورية. والحقيقة أنه استعملها بهدف بلاغي أكثر حيث نجد الرمز في القصيدة يحاكي واقعا معيشا هو واقع الشاعر ذلك أن أسطورة (سيزيف) تظل رمزا معاناة الإنسان، معاناة دائمة في الزمان والمكان، وكلما اعتقد أنه قد وصل إلى التخلص منها وجد نفسه يعيد المسار ذاته، حاملا همومه وآلامه، بل تتعمق الدلالة في أبلغ صورها حيث يوصي سيزيف نيرون الشخصية الجبارة المتغطرسة والظالمة، التي استدعاها من التاريخ رمزا على البشاعة الإنسانية في أحقر صورها. فيمتزج الرمز الأسطوري بالرمز التاريخي ليخلق مشهدا دراميا هو صورة من صور الحياة، حيث الألم والحرج عميق. إن رغبة الشاعر في تحدي تجربته، دفعته إلى أن يوظف أيضا رموزا من الطبيعة (ورد/ حجارة/ البراكين/ المغارة...) وكأنه يبغي التحرر من سلطة الدلالة المعجمية القريبة ويدفع بالقارئ إلى غواية استكشاف مجاهيل الإشارات والإيحاءات والغموض الفني، ولعلها نقطة التقاء بين الشاعر والقارئ.
•الإيقاع
لم يعد الشاعر الحداثي رهين التفاعيل الخليلية، ولا الأوزان العروضية، ذلك أن قصيدة النثر تحررت من سلطتهما، كما تحررت من ربقة البناء التقليدي، وجنحت نحو التجديد شكلا وإيقاعا ومضمونا. لذلك بات الشاعر الحداثي مجبرا على الالتزام بسمات أخرى، تجعله يتفرد عن غيره، فكان الإيقاع أبرز مظاهر التحول في القصيدة العربية حيث شكل كسر البناء العمودي صدمة إيقاعية فسحت المجال أما الشاعر للتعبير بشكل أكبر وأوضح، ثم إن الإيقاع لم يكن لينحصر في الألفاظ ومدلولاتها، وإنما تجاوز إلى الجانب الصواتي الذي يمتزج بخيوط القصيدة معنى ومبنى. وبالعودة إلى قصيدة (نيرون وغواية أنين) نجد أن الشاعر قد حقق نوعا من التمايز، حيث تمكن في قصيدته من تعطيل الأوزان العروضية المتداولة، وفي المقابل عمد إلى استغلال كل طاقاته الشعرية ليقدم للقارئ قطعة بلورية تفيض مشاعرا، وهو أساس قصيدة النثر. ذاك الدفق الشعوري الذي تجاوز الرومانتيكية في النص عبر وحدته العضوية إلى خلق نظام تصويري، تأرجح بين ألم السؤال والتيه والضياع، وحنين الخلاص من مخاضَ العبارهْ حتّى لنْ يَنسلٌ أبدًا قُنفذٌ لمغارهْ، وبين البياضات الموزعة في عبر ثنايا النص والتي تتحول بدورها إلى علامات دلالية تزيد من الكثافة الشعرية.
•الرهان
شكلت القصيدة بركانا فجر كل البنى الفنية الجمالية الغائية والدلالية والفكرية، وهي بنى متحولة تستجيب لإنسان هذا العصر، هذا الزمان والمكان، قصيدة حاولت كسر كل القيود لتتحرر وتتيح للشاعر فرصة تجسيد كل رؤاه ودواخله.
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏جلوس‏‏

أين وعدك // بقلم أ. د. سحر حليم أنيس

 أين وعدك

وعودك .... بحبك ....
عن نسمات
همساتك....
عن عشقك ....
سألت عن
روحك الحائرة
في كل
مكان عنى...
عن حزنك
الضائع
في الوديان ....
ذهبت إلى
محراب عالم
الحب
كي اسأل عنك
عن طيفك
لم يدلنى أحد
ضاعت وعودك
في كل
مكان ....
أين مكانك
يا من وعتنى
بالا نفترق
والحب يجمعنا
والعشق يشبعنا
أين وعودك
يامن وعتنى
بالحب
الأبدي
سأبقى أنتظر
عودة
وعودك
لقلبي
وسأبحث عنك بين اضلوعى
بقلمي.. ✍️الشاعرة
د. سحر حليم أنيس
13/6/2021
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏شعر طويل‏‏ و‏نص مفاده '‏‎reface app‎‏'‏‏

ايـَّتـُهـا الـْرّوح // بقلم ا. فؤاد حلبي

 ايـَّتـُهـا الـْرّوح

أمـا زِلـْتِ تـَتـَخـَبـَّطـيـنَ
بـَيـْنَ الـْشـَّكِّ والـْيـَقـيـنْ
أمـا زِلـْتِ تـُفـَتـِّشـيـنَ
عـَنْ مـيـنـاءِ الأمـانْ
كـَيْ تـَرْسـو عـَلـَيـْهِ سـَفـيـنـَتـُكِ
بـَعـْدَ أنْ مـَزَّقـَتِ الـْرِّيـاحُ أشـْرِعـَتـَهـا
وَهـِيَ تـَتـَلاطـَمُ
بـَيـْنَ أمـْواجِ مـُحـيـطاتِ الـْكـُفـْرِ
وَبـِحـارَ الإيـمـانْ
*********
وَأنـْتَ ايـُّهـا الـْقـَلـْبُ الـْحـائـِرِ
بـَيـْنَ بـِيـضِ الـْغـيـدِ الـْغـَرْبـِيـّاتْ
وَبـَيـْنَ الـْسـُّمـْرِ الـْشـَّرْقـِيـاتْ
ومـا بـَيـْنَ الـْصـّفـْرَواتِ والـْحـَمـْراواتْ
يـا لـَكَ مـِنْ غـَبـِيِّ
ألا تـَعـْلـَمَ انـَّهـُنَّ
فـي الـْعـِشـْقِ والـْحـُبِّ سـَواءْ
تـَبـايـَنـَتْ ألـْوانـُهـُنَّ
وَلـَكـِنْ قـُلـوبـُهـُنَّ تـُفـَتـِّشُ عـَنِ ارْتـِواءْ
أمـا اكـْتـَفـَيـْتَ مـِمـّا لاقـَيـْتَ مـِنْ صـَدِّ
وَمـا أصـابـَكَ مـِنْ خـَيـْبـاتْ
***********
وَأنـْتَ أيـُّهـا الـْجـَسـَد الـْمـُثـْخـَنْ
بـِجـِراحِ الـْسـِّنـيـنِ والأيـّامْ
تـَبـاطـأتْ خـَطـَواتـُكَ
وَمـا عـَدْتَ تـَسـيـرُ دونَ الـْتـِواءْ
فـي كـُلِّ يـَوْمٍ تـَزورُ طبـيـبـا
لـِيـَصـِفَ لـَكَ دَواءْ
والـْعـُيـونُ تـَكـادُ تـَرى قـَريـبـاً
وَتـَعـْجـَزُ أنْ تـَرى الـْبـَعـيـدْ
*******
وَأنـا مـا زِلـْتُ أعـيـش
فـي سـِجـْنِ الـْجـَسـَدِ الـْفـانـي
وأعـْلـَمُ أن طـَريـقـا جـَديـداً
يـَنـْتـَظـِرُ قـُدومـي
لـَكـِنَّ الـْهـَواجـِسَ تـَنـْتـابـُنـي
مـِنْ ذاكَ الـْمـَصـيـرْ
هـَلْ يـا تـُرى وَراءَ ذلـِكَ الـْبـابِ الـْمـَجـْهـول
عـَواصـِفُ هـَوْجـاءُ سـَتـَسـْتـَقـْبـِلـُنـي
أمْ هـُدوءٌ عـَمـيـقْ
رَبـّاهُ أنْ كـُنـْتُ قـَدْ أخـْطـأتُ بـِحـَقـِّكَ
فـَأنـا إنـْسـانٌ قـَدْ وَرِثـْتُ خـَطـيـئـَتـي
مـِنْ أوَّلِ إنـْسـانٍ قـَدْ عـَصـاك
فاشـْمـِلـْنـي بـِرَحـْمـَتـِكَ
فـَرَحـْمـُتـُكَ أوْسـَعُ مـِنْ الـْكـَوْنِ وَمـا حـَوى
وَأنـْتَ أرْحـَمُ الـْرّاحـِمـيـنْ
بقلم فؤاد حلبي
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص أو أكثر‏ و‏لحية‏‏