القضبان و معطف السيدة المجهولة.. قصة قصيرة د.علي أحمد جديد
القضبان و معطف السيدة المجهولة.. قصة قصيرة د.علي أحمد جديد الوقوف أمام قفص الطيور الواسع في الحديقة العامة ، عادة أخذها عن سيدة مجهولة وجميلة كانت ترتدي معطفاً مزركشاً غريباً بعض الشيء ، ومميزاً عن غيره من المعاطف التيتغطي أجساد حسناوات المدينة . ٌكانت تقف أمام قفص الطيور ذات يوم شتائي يتخلل غيومه شعاعٌ شمس سديميّ هارب من خلف الغيوم التي تلبد السماء . ومع الأيام ، سكنته هذه العادة وتأصلت لديه وصار من الصعب عليه أن يتخلّص منها مثلما تخلّص من الكثير غيرها ، خاصة بعد ما حدث له ذلك الحادث الغريب . قبل أن يلتقي تلك السيدة المجهولة ، والجميلة . ومنذ فترة من الزمن لم يعد يستطيع تحديدها فيما إذا كانت فترة طويلة في أيامها أم قصيرة . كانت حياته تمضي هادئة ، كما خطط لها في حلمه أن تسير . كان سعيداً في أيامه إلى حدٍّ لا يتوفر للناس العاديين من السعادة .. كان سعيداً وهو يرى في نفسه واحداً مميزاً من علما...